بقلم ج.ب.م.
ISBN: 9953-405-07-7
الإيزوتيريك أو الدرب إلى باطن الانسان، هو الطريق الى معرفة الذات عبر التطبيق العملي… هو بمثابة مسار وعي داخلي يساعد على تفتيح المقدرات العقلية والقوى الخفية الهاجعة في أعماق كل انسان، وذلك بهدف التطور والوعي على كل صعيد، ولا نقول بهدف التوصل الى الذكاء السامي وسبر أغوار الأبعاد الفكرية فحسب… بل الوعي لمجريات الأمور، والسير بالإنسان نحو الأفضل والأكمل والأشمل … انطلاقاً من أنّ الانسان هو سيد نفسه ومصيره.
الإيزوتيريك هو العلم الاول على الارض، منذ ما وطئ الانسان هذا الكوكب! هو علم الانسان ككل، لا سيما معرفة النواحي الخفية واللامنظورة في معناها اللامحدود!! وبما ان الانسان هو المحور والمنطلق، ينطلق الإيزوتيريك من معرفة الانسان لذاته، عبر منهج داخلي عملي، أو عبر درب باطنية تطبيقية … ويتوسّع في كل ما حوله، ليشمل كل علم وكل معرفة. من هنا، كان كل علم يتعلق بالإنسان – إن كان ماديا، باطنيا، أو روحيا – يعتبر جزءاً من الإيزوتيريك.
استناداً الى ذلك، يظهر الإيزوتيريك بمثابة درب باطنية تغوص في اغوار الانسان وتتجه نحو حقائق الامور … نحو اللاوعي أو الوعي الباطني … نحو الذات، والحقيقة الكامنة في الانسان، تلك الحقيقة التي تحوي كل شيء . والواقع أن هذه الدرب الباطنية لا تكتفي نظرياً. بمعرفة الذات، بل تُعلّم الانسان كيف يتحقق عملياً من هذه المعرفة بنفسه – في سبيل تحقيق ذاته – وكيف يتوسّع في شتى العلوم حسب تعمّقه في معرفته لذاته، وهو على درب الوعي سائر، ويستنير بالحكمة.
هدف الإيزوتيريك هو ايصال كل انسان الى وعي ذاته، ومعرفة حقيقتها. بذلك يكون الإيزوتيريك قد خدم هدفه، وأدى الرسالة التي من أجلها وجد، ألا وهي وعي التطور، والتطور في الوعي على جميع الاصعدة، بحكمة المعرفة!
هذا الكتيّب هو أصلاً محاضرة ألقيت على مؤسسي مركز الإيزوتيريك الأول في لبنان والعالم العربي (جمعية أصدقاء المعرفة البيضاء) وذلك بمناسبة افتتاحهم المعهد الباطني الأول في لبنان والعالم العربي. وهو يبدأ بتعريف الإيزوتيريك ثم يتناول تاريخه، مراجعه، هدفه، منهجه وكيفية الإفادة منه. كما يلقي الضوء على الفارق بين الإيزوتيريك ومعاهد المعرفة الأخرى بما فيها الباراسيكولوجيا والميتافيزيقيا. وينتهي بالحديث عن الإيزوتيريك في الكون وبمستقبله كعلم الإنسان الشامل! وذلك لوعي التطور، والتطور في الوعي على جميع الأصعدة… فالهدف هو الإنسان دائماً وأبداً.