بقلم ج.ب.م.
الإنسان هو المحور …
محور ذاته و الحياة… محور الوجود و الوعي.
معرفة الإنسان هي الأهم دائماً و أبداً.
وعي المعرفة هو هدف الإيزوتيريك.
لأن وعي المعرفة ، أي تطبيقها عملياً، هو الحرية بمداها الكبير!
في الإنسان تكمن أدوات المعرفة، والمعرفة تحرّك الوعي بالممارسة.
الكائن البشري كيان مقدَّس ، يشتمل على كل ما في الوجود. فهو الذي يخطط نهج حياته … هو الذي يتحكم في أفعاله … و هو الذي يقود مصيره ويوجه حاضره نحو المستقبل المنشود.
السعادة ليست هدفاً نسعى اليه ، وإلا فهي كالسراب… يبتعد كلما نتوهم الوصول اليه. السعادة كامنة داخل كل إنسان. الإنسان الواعي هو الذي يعرف كيف يحيي هذه السعادة و يحياها مدى العمر ! و الإيزوتيريك طريق وعي إلى كوامن الذات…
يضم هذا الجزء الثاني مجموعة من المحاضرات الانسانية والحياتية العامة التي القيت إثر صدور الجزء الاول، وقد ظهر بعض منها في مقالات ومقابلات صحافية واذاعية. يتناول الكتاب مواضيع الباطن الخفي في الانسان وعلاقته بالظاهر… ويلقي الضوء على مفاهيم الايزوتيريك الحياتية في علم تطبيقي وفلسفة عملانية تشكل طريقة حياة تشمل جميع الحقول المعيشية والنفسية والفكرية التي تهم كل انسان سواء كان عالماً، مفكراً، باحثاً او طالب معرفة. اذ ان الايزوتيريك هو علم الكيان الانساني ظاهراً و باطناً.
يوضح الكتاب سبيل الحكمة وكيفية اكتسابها. اذ ان الحكمة العملية في عرف الايزوتيريك هي وليدة قران الفكر بالمشاعر للتوفيق بينهما ولتقريب المفاهيم ومد الجسور بهدف توحيد اعمال كل منهما… مما يجعل حياة الانسان العملية تتجه نحو هذا المنحى الحكيم. بذلك يرتقي المرء وعياً و يعمق فهماً و ينطلق نحو مداه الانساني وهو ساعٍ لتحقيق ذاته، لتحقيق سعادته.
أهمية الكتاب انه يمهد في ذهن القارئ مسار المعرفة الايزوتيريكية في علم ذاتي باطني، او قل في منهج تطبيقي عملي حياتي واقعي… اهميته تكمن في مضامين محتوياته وابعاد مفاهيمه. لان الايزوتيريك هو علم الانسان، علم انسانية الانسان، وبالتحديد تقنية “اعرف نفسك!”. ولعله الكتاب الاول الذي يتناول المواضيع الحياتية من زاوية جديدة ويكشف الفارق بين المصير والقدر، بين العمل الاختياري والعمل الحتمي!
“محاضرات في الايزوتيريك – الجزء الثاني” كتاب انساني بكل ابعاد الكلمة وهادف الى النمو الداخلي والارتقاء. يُغني الفكر بمعلوماته القيمة ويعلو به الى آفاق جديدة في التأمل… يفتّح الذهن على الغوامض والاسرار، و يضمخ النفس بكل ما هو وجداني.