بقلم د. رانيا كفروني فرح
ISBN: 978-614-449-005-1
شراء عبر الشبكة | محتويات الكتاب | صورة الغلاف
صدر حديثًا ضمن سلسلة علوم الإيزوتيريك كتاب بعنوان “أنفاس الحياة بين الأخذ والعطاء“، تأليف د. رانيا كفروني فرح، وهو مؤلّفها الثالث بعد “الجمال ومضات وأسرار…“، و”طبيب يبحث“. يضم الكتاب96 صفحة من الحجم الوسط، منشورات أصدقاء المعرفة البيضاء- بيروت.
يتضمّن الكتاب قصص إيزوتيريكية متنوعة المواضيع. إنما القاسم المشترك بينها أنّها تتمحور حول معادلة الأخذ والعطاء. حيث كل ما في الوجود قائم على هذه المعادلة بالممارسة وعيًا أو لاوعيًا منه؛ كلُّ بحسب نسبة وعيه ومقدار حبّه وعظمة محبّته.
من هنا ارتبطت قصص الكتاب بعضها ببعض بقدر ما اختلفت. فتراها على شكل أبواب لمسرحية، فصولها حدثت وتحدث وستحدث على مسرح الحياة، تحت عنوان “أنفاس الحياة بين الأخذ والعطاء“.
تكشف تلك القصص أوجه العطاء وفصوله. وتوضّح جوهره وآليّة عمله في الحياة. فتأخذنا إلى مملكته… حيث العطاء الحقّ لا يعرف شفقة، ولا ينتظر مردودًا، والأهم أنّه عطاء القلب للعقل وعطاء من الذات للآخرين… حيث العطاء بمعناه الحقيقي يقرّب صاحبه من خالقه… فتراه أبعد ما يكون عن عطاء المادّة، وهذا أرخص عطاء في المفهوم الإنساني… لا بل تجد العطاء الحقّ يرتقي إلى عطاء المعرفة كعطاء أسمى…
عطاءٌ وقوده محبة واعية، دليله حكمة بريئة وقائده عقل مستنير…
أمّا صاحبه فيتَقَبَّل، ينفَتِح، يتَجاوب، يصغي، يأخُذ، يتفاعَل، يمارس، يُحِب، يشارك ويعطي… وفي صدد معادلة الأخذ والعطاء، يذكر الكتاب الآتي:
“إنَّ العطاء أخذٌ لاواعٍ… والأخذ أيضًا عطاء لاواعٍ.
فعطاء الآخر أخذ… والأخذ من الآخر عطاء بدوره…
فمَن يأخذ منك، يُتيح لك بذلك فرصة للعطاء… ومَن يعطيك يفسح لكَ المجال في العطاء أيضًا، لأنك ستعطيه فيأخذ… فتعطي أنتَ ممّا أخذت…
لكن، حذارِ حذارِ من العطاء الذي ينمو على خلفية الأخذ… فهو حتمًا لن يثمر… فكما يبهتُ الحب الذي يتغذّى بالهدايا وينتعش بتحقيق الرغبات والغايات، فيضمحلّ فجأة ومن دون سابق إنذار… كذلك يبهتُ العطاء ويذبل قبل أن ينضج، إن هو تغذّى بحب الأخذ وعدًا أو ارتوى به غايةً…
حقًّا، إنّ مَن يعطي لا يتكلم ولا يزايد بعطائه… وحتمًا لا يتباهى أو يمنّن الآخرين بعطائه، فلا يغتّر.
ومَن يُقدِّر حقيقةً ما أخذ… يعطي بدوره ممّا أخذ… فهذا هو العرفان بالمعروف…
أمّا مَن يرفض أن يأخذ فيتعذب… ومَن يجحد بالعطاء يُحرم منه…
أمّا مَن يأخذ كـتحصيل حاصل بمعنى ’التسليم‘ بالأخذ كحق مكتسب، فيتألم وتتعقد أموره الحياتية، حتّى ما كان منها بسيطًا للغاية…
حقًا، إنَّ مَن يعطي من قلبه ينسى أنَّه أعطى…
ومَن يأخذ بكليّته يتذكّر على الدوام أنّه قد أخذ…
أمّا مَن تعلم فنّ العطاء من القلب، فيُخلَّد… ويحيا أبد الدهر في ذهن الحياة ووجدانها…
فأعماق القلب أبعد ممّا يتصوّر انسان… وأقاصيه تصل إلى ما لا يتوقّعه بشري…
تصل إلى ذلك القلب الأكبر،
قلب الوجود الأعظم،
قلب الحياة،
مصدر العطاء في الوجود…
وملهم القلوب جمعاء…“.
لن نطيل الشرح حول هذا الكتاب البليغ في معانيه، والعميق في مدلول محتواه، معتمدًا أسلوب السهل الممتنع، والبساطة في السرد والتأليف، مُتيحين لكَ أيّها القارئ فرصة الاستمتاع باكتشافه واستكشافه.