إعداد ج. ب. م.
ISBN: 978-9953-405-80-3
شراء عبر الشبكة | محتويات الكتاب | صورة الغلاف
عاد ليخبر – حقائق على مسار الوعي
السعادة نسبية، تنمو أو تتضاءل وفق مستوى الوعي لدى كلّ شخص. فالسعادة المطلقة لا وجود لها على الأرض. لأن كلّ ما هو متجسد على الأرض نسبيّ، ويخضع لقانون النسبية… فيما كلّ ما هو مطلق يوجد في ما وراء نظام الخليقة!
إن تصرفات الإنسان تجاه نفسه أولاً، وتجاه الآخرين ثانياً، هي ما تحدد مستوى وعيه، وبالتالي مدى سعادته… إذ أن السعادة تنمو مع نمو الوعي، والعكس صحيح!
لكلٍّ ألمه بقدر ما يتحمّل الألم ويفهمه. لذلك لا يختلف إنسان عن آخر بمقدار ألمه، بل بحجم وعيه! لأنّ نسبة الألم إلى الوعي، تتساوى لدى الجميع. بمعنى آخر، إن كانت نسبة ألمك إلى مستوى وعيك تساوي سبعين في المئة، فنسبة ألمه قياساً إلى مستوى وعيه، هي نفسها لدى الشخص الآخر؛ لكن مستوى الوعي هو الذي يختلف. لذلك، الكلّ يتألم بالنسبة نفسها!
الألم ليس عديم الجدوى… جهل الإنسان بمعنى الألم، وبغايته، هو ما يجعله عديم الجدوى في نظره!
لا أحد يستطيع أن يقنعك بحقيقة نفسك غير نفسك… إلا أن الحقيقة أكبر من أن يعيها المرء كاملة مرة واحدة، أو في حياة واحدة!
الحقيقة لا تحتاج إلى أن نؤكدها أو ننفيها… الإنسان هو الذي يحتاج إلى التأكد من أن الحقيقة موجودة فيه، ساطعة كالشمس، ما عليه سوى أن يفتّح بصيرته ويتوعى إلى ذاته… هنالك حيث الحقيقة هي الحق الأكيد، وما من سبيل إلى دحض هذا الحق أو نكرانه!
فالفراشة ليست كائناً مختلفاً عن الدودة التي اعتزلت في شرنقتها… بل إن الفراشة هي نفسها الدودة بعد أن تحوّلت! هذا هو المفتاح، أو كلمة السر: التحوّل!
تأخذ المعلومات الجديدة عبر كلمات، فتتحوّل تلك المعلومات فهماً في ذهنك… ثم تدخل معترك الحياة، فيتحوّل هذا الفهم تطبيقاً عملياً يمكنك لمسه واختباره واقعياً… وأخيراً يتحوّل هذا التطبيق وعياً، لأن التطبيق يولّد الخبرة، والخبرة تولّد الوعي… بذلك يكون الوعي حصيلة اكتساب المعلومات؛ ليس لأن المعلومات شيء يختلف عن الوعي… ليس لأن المعلومات قد تلاشت ليظهر مكانها الوعي، بل لأن المعلومات قد تحوّلت وعياً! والدليل على ذلك أن المعلومات ما زالت موجودة في ذاكرتك… والفهم ما زال قائماً في عقلك… والخبرة ما زالت ناضجة في كينونتك… بعد أن عشتها في مختبر الحياة اليوميّة!
أما العامل (الجديد) الذي أضيف، فهو الوعي! ليس لأن الوعي قد وجد من لا شيء… بل لأنه كان كامناً هاجعاً في المعلومات، وقد أظهره التطبيق العملي، بل أيقظه من غفلته. فكان أن ظهر هذا العامل (الجديد) في كيانك.
وهنيئاً لكل من يسعى في سبيل الهدف الأكبر – الوعي
هذا الكتاب – القصة هو سيرة ذاتية تكشف اعترافاتها طوايا النفس بكل غوامضها وأحزانها… وتكشف كيف توصّل صاحبها الى المعرفة بعد معاناة قاسية وسعي مرهق اضناه الالم وأنهكه العذاب النفسي، لكن فتّح فيه حسّ الحكمة، بعد ان كاد يكفر بقانون الحياة ونظامها… فأيقن اخيراً ان من يعرف ان يعيش هنيهات الالم والشقاء يتحسس السعادة حتى في الحزن والعذاب والمعاناة!