بقلم مجموعة من طلاب معرفة الإنسان
ISBN: 978-9953-405-51-3
شراء عبر الشبكة | محتويات الكتاب | صورة الغلاف
هو عنوان الإصدار الخامس ضمن مؤلفات طلاب علوم باطن الإنسان- الإيزوتيريك، تأليف مجموعة من طلاب معرفة الإنسان، من الجنسين. يضم الكتاب 128 صفحة من الحجم الوسط، منشورات أصدقاء المعرفة البيضاء، بيروت.
ما يميّز هذا الكتاب أنـّه ثمرة عمل جماعي لمجهود فردي شكّل شراكة أدبية قلّ مثيلها في الكتابات الأدبية كونها تتمحور حول مبدأ معرفة تطوير الإنسان الذي جمع اثني عشر طالباً ملتزماً… جَمعهم رغم اختلاف اختصاصاتهم العلمية والمهنية، وتفاوت خلفياتهم الاجتماعية والثقافية، فاجتمعوا حول مبدأ التطور في الوعي، عبر المعرفة التطبيقية، وتشاركوا سوياً في إنجاز ثمار خبراتهم الحياتية الجديدة في ضوء مفاهيم الإيزوتيريك. ولا بد من أنّ بعض القراء قد استمع الى بعض كتّاب هذه المحاضرات أو المقالات على الإذاعات المحلية، أو شاهدهم على التلفاز، أو قرأ لهم في الصحف.
“من حصاد الإيزوتيريك…” مجموعة تجارب فريدة تسبر الأعماق… شاء كتـّابها أن يعبِّروا عن امتنانهم للمعرفة التي أغدقت عليهم أسمى معاني العطاء في كل شأن حياتي، معيشي، إنساني ومعرفي، ما دعاهم الى أن يشاركوا القراء زبدة تجاربهم. إذ إنّ تقديم المعرفة عبر الكتابة هو أحد أوجه العطاء بامتياز، ويتمّم ما ينهل الطالب من المعرفة ويختبر تطبيقاً عملياً…
الكتاب يتضمن سلسلة من إثنتي عشرة محاضرة تتناول مواضيع حياتية متنوعة ومختلفة، وتنطلق جميعها من محور أساس هو علوم إنسانية الإنسان-الإيزوتيريك. فمع كل محاضرة، يحلـّق القارئ في فضاءات المعرفة ثم يغوص في عباب النفس البشرية كي يسبر مجاهلها، كي يجد حلولاً وتقنيات ويكتشف وسائل نوعية تساعده على رفع أدائه في عيش الحياة…
إنّ الميزة التي ينفرد ويتفرّد بها “من حصاد الإيزوتيريك…” أنه يقدم المنهج العملي لتحقيق هدف وجود الإنسان على الأرض ألا وهو التطور في الوعي. فالإيزوتيريك يؤكد أنّ الوعي فِعل قرار… قرار تنمية الايجابية في النفس على حساب السلبية… فعلى سبيل المثال، إن إزالة سلبيات مترسخة في النفس كالغضب والتعصب والحيادية والجمود والإنغلاق يرتكز على تطبيق تقنيات المعرفة التي تقدّمها علوم الإيزوتيريك، والذي يسهب الكتاب في شرحها في محاضراته المتنوعة.
يكشف “من حصاد الإيزوتيريك…” على الملأ أنّ الوعي ليس مسألة قرار فحسب، بل أيضاً فِعل إرادة تتغلـّب على العوائق، وتفعيل لتجددٍ مستديم… من هنا يوضح الكتاب أنّ حقيقة الألم وسبب نشوئه، مرتبط برفض المرء العمل على مكامن النقصان في نفسه وتجاهله لأهمية تفعيل حركة التجدد في حياته… كما ويقدّم الوسائل العملية لتفادي الألم والإرتقاء به الى طموح الوعي عبر تفعيل الإبتكار والمبادرة الفردية ومعالجة نقاط الضعف في الشخصية الفردية وصقل “الأنا” وغيرها…
يسلط الكتاب الضوء على حقيقة جوهرية للتطور في الوعي ألا وهي ضرورة تحقيق التوازن والانسجام بين الجسد والمشاعر والفكر عبر إعطاء كل حق حقه في الحياة بعيداً عن سلبية الإستنساب والإنجراف خلف شهوات النفس… وهذا ما يتطلب فكراً حاداً ومنطقاً سليماً متجرّداً لدراسة تفاعلات النفس البشرية…
يتميّز الإيزوتيريك في عودته الى أصل كل شيء… حتى اكتنى بـ”علم الأصول”، فلا عجب أنّ يعود “من حصاد الايزوتيريك…” الى أصل نشوء الكتابة، ليكشف أنّ الكتابة تعود الى الطور الرابع من تطور البشرية… أمّا هدف الكتابة، فيكمن في ترجمة المقدرة العقلية من طاقة كامنة بالقوة الى مقدرة فاعلة عبر الممارسة…
“من حصاد الإيزوتيريك…” باقة من مواضيع حياتية تثقيفية يستسيغها القارئ فيشعر أنه يجول في جـِنان معرفة النفس البشرية… فيشاهد شتى أنواع زهر الأفكار… يشتم أريج الحكمة، ويشعر بوخز أشواك التلكؤ والمماطلة، ويستشف فِعل كل منها عميقاً في نفسه وكيانه… ويبقى للقارئ أن يربط بين جميع المحاضرات كي يستخلص العبرة منها… إذ إنّ الكتاب، كما الحياة، سلسلة مراحل تشكـّل إزدواجيات متعددة (ماضٍ ومستقبل، سبب ونتيجة، منطلق وهدف)، وما على الفكر إلا أن يربط بينها كي يعيها ويتطور…