خبرة وعبرة… مسيرة حياة ومسار وعي

بقلم فؤاد علم الدين

ISBN: 978-9953-405-64-3

شراء عبر الشبكةمحتويات الكتابصورة الغلاف

صدر حديثاً ضمن سلسلة علوم الايزوتيريك (علوم الباطن الانساني) الكتاب الثالث عشر لطلاب الوعي بعنوان «خبرة وعبرة… مسيرة حياة ومسار وعي» بقلم المهندس فؤاد علم الدين. يضمّ الكتاب 96 صفحة من الحجم الوسط، منشورات أصدقاء المعرفة البيضاء، بيروت.

يتساءل الكثيرون، عن كيفيّة تعرّف الانسان إلى نفسه؟ وماذا لا  يعرف المرء عن نفسه؟… وعن كيفيّة فهم النفس البشرية والتعمّق في دهاليزها لتنكشف حقيقتها الخافية… كل تلك التساؤلات يجيب عنها الايزوتيريك بأسلوب حياتي عملي واضح كما يكشفها كتاب «خبرة وعبرة… مسيرة حياة ومسار وعي» في قالب روائي يسرد تجربة الكاتب الحياتية ويسلّط الضوء على الأخطاء المسلكية والاعتراف بها، ومن ثم تصويبها بانتفاضة وثورة داخلية. فتصويب المسلك يبدأ من الداخل، والنتيجة تعمّق الفهم للنفس وتوسّع الوعي – وعي الحياة وشؤونها. مما يهوّن الشؤون المصيرية والحياتية أيضاً.

 

يستعرض الكتاب تفاصيل مواجهة النفس وسبل ترويضها وتشذيبها في صور حياتية ومواقف عمليَّة تنطبق على كل نفس بشرية، يستفيد منها ويسترشد بموجبها كل باحث عن الحقيقة، بهدف الارتقاء والترقي في شتى المناحي الخاصة والمشاغلية العامة.  فمنهج الايزوتيريك يعمِّق الوعي في أبعاد المعرفة، ويضفي على المد  ارك سعة في التفكير… فالايزوتيريك أسلوب حياة راقٍ، مترفّع وسامٍ.

يلقي كتاب «خبرة وعبرة… مسيرة حياة ومسار وعي» الضوء على التجارب الحياتية التي يضعها المعلّم في درب طالب الوعي، فيقيّم الطالب نفسه بنفسه كي يرسّخ البنيان الداخلي في نفسه…كما يوضح الكتاب ماهية التطبيق العملي في مختبر النفس البشرية، الذي فيه يدخل كل ما هو نظري، ليخرج معرفة حسيّة مطبّقة ومبرهنة وثابتة علمياً وعملياً.

يتعمّق الكاتب في دراسة نفسه عبر نكشها بواسطة معول الإرادة والعزم لتشذيبها من الصفات السلبية وتهيئتها لزرع جديد، سالكاً طريق الصدق مع النفس وتعريتها من أجل اكتشاف حقيقتها. ويصف الكاتب حالات الصراع الأليم والضياع الموحش والحيرة القاتلة  التي مرّ بها  حتى أدرك منهجية العمل الصحيح للتخلّص من السلبيات واستبدالها بالإيجابيات في مهلة زمنية محددة… السرد في الرواية مشوّق؛ يلامس القارئ من خلاله حالات من شفافية المشاعر  ووضوح الفكر وصدق الخبرة التي ينقلها الكاتب بتفاعل متوهّج…

ويغوص الكاتب في نقل ما يختلج في دواخله ويدور في ذهنه من أفكار عاصفة، وكيف كانت تتراءى له الحلول لألغاز النفس عبر أحلام راودته فأرشدته وأنارت عتمة الظلام التي لفّته في لحظات الضياع… فينطلق إلى استنتاجات جديدة من معطيات قديمة… يستفيض الكاتب أيضاً في وصف حالته في أقسى الأوقات التي كان فيها بعيداً عن المعرفة وبعيداً عن نفسه… تلك الحالة هي ذروة المعاناة وقمّة العذاب… ومنتهى الألم…

يوضّح الكاتب صعوبة المواجهة، مواجهة النفس… ولكن الأصعب من ذلك هو مواجهة النفس في حضرة المعلّم، حيث تتلاشى الحواجز، وتنكشف الخفايا، وتظهر الكوامن، ولا يبقى نبض واحد من أنباض النفس في الظلام، بل يظهر كل شيء للعيان، وكأنّه تحت المجهر… ولكن حتى في أوقات محاسبة المعلّم لطلابه، فعظمة محبّته تشرق من أعماق قلبه لتنير كل ظلمة، وتبدّد كلّ خوف، وتذهب بكل قلق، وتمهّد كل طريق مهما كان وعراً.

مجاهل كثيرة يكشفها الكتاب، خاصة من خلال شروحات المعلّم المستفيضة عن الفارق بين الفنّان والعالِم ببلاغة رائعة، في قوله: «الفنان قائد والعالِم مقود. الفنان متحرّر والعالِم أسير. الفنان منطلق، والعالِم مقيّد. الفنّان يتطور فردياً والعالِم يتطوّر جماعياً»… إلى ما هنالك… موضحاً الصفات التي يجب أن يتحلّى بها طالب المعرفة ليصبح متفوّقاً في علوم الايزوتيريك، هدف الكاتب. فالمتفوّق شخص لا يخشى المجاهل، بل يقتحمها لتصبح معالم وعي في حياته… هو شخص مقدام لا مغامر، شجاع لا متهوّر، سريع لا متسرّع، مبدع وواثق من نفسه ولا يهاب الجديد…

وأخيراً، الكتاب هو بمثابة سراج نور يفيد من خلاله أي شخص تعرّف إلى علوم الباطن-الايزوتيريك عبر التعلّم من الخطأ… وبمقدور مريد المعرفة أن يسلك المنهج المشروح في الكتاب، منهج علوم باطن الانسان-الايزوتيريك، ليصل إلى هدفه عبر تطبيق ما يتلقاه من معرفة، منطلقاً من المبدأ الايزوتيريكي الذي يقول: «الإنسان هو المحور والنفس البشرية هي محور أيضاً…». فتثبيت المحور والعمل على تقوية الثقة بالنفس من خلال تغذية الإتكال على النفس، عماد النجاح الظاهري والباطني… فالثقة بالنفس تعني قوة الخلق والإبداع والإستنباط، وتعني الإرادة القوية والعنفوان، وتعني الإتقان، وتعني حبّ الإكتشاف والإنطلاق،  وحبّ التجدّد…

شراء عبر الشبكةمحتويات الكتابصورة الغلاف