بقلم ج.ب.م.
تعرّف الى ذاكرتك – واكتشف الغوامض فيها ( مع تمارين عملية و تجارب ذاتية لتقوية الذاكرة )
الذاكرة هي القسم الأكثر وعياً في الجزء الواعي من الكيان البشري لأنها مقدرة الوعي نفسه على التمدد عبر الزمن. فالوعي الذي يتخطى حدود الزمان يصبح ذاكرة خارقة !
الوعي طاقة ذبذبية لاحتواء المعلومات. أما الذاكرة فهي مقدرة الوعي نفسه على التمدد مدى عمر الإنسان … فتستعيد من الماضي ما كان قد سجل فيها ، وتتذكره في الحاضر و كأنها تطَّلع عليه بتفاصيله.
الذاكرة هي القسم المتفتَّح و الناشط و المنظم من الوعي ، أي القسم المكثف تركيزاً منه. لذلك ، مدى قوة الذاكرة و مقدرتها على الحفظ يتوازى ومدى تفتح الوعي و تطوّره.
إذا ما ألقينا نظرة فاحصة على الكيان البشري لدى السواد الأعظم من الناس، نجد أن الذاكرة (مثلاً) ينقصها التركيز الذهني لتقوى … أو أن التركيز يعوزه الدقة و الحدة ليتكامل … و يحتاج أيضاً إلى التنظيم … و التنظيم بحاجة إلى المثابرة ليكتمل … و المثابرة تستلزم الصبر و محبة العمل و الشفافية … والشفافية تتطلب وجود الصفاء الداخلي ، و بالتحديد صفاء الهدف. بذلك نجد أن الكيان الداخلي في الإنسان عبارة عن حلقات متفرّقة بحاجة إلى ربط بعضها ببعض حتى تبرز الدقة و الإبداع في الإنجاز!
واجب الإنسان ، بل مهمته المستقبلية هي ربط هذه الحلقات بعضها ببعض لتكتمل السلسلة … ليصبح وحدة متماسكة متراصة و ساعية إلى التكامل في وعيها الإنساني. وهذا ما يقدِّمه الكتاب بأسلوب عملي مبسّط وتمارين تطبيقية تفيد الجميع.
يشرح الكتاب ان الذاكرة التي يتفاعل عملها فينا هي اكثر مما نعرف عنها، واوسع بكثير… فهي تتدرج في عدة انواع و مراتب و مقدرات و ابعاد وعي يتمدد نشاطها عبر الزمن . كما يبين الكتاب اصل الذاكرة ، ماهيتها و اسباب تفاوت مقدرتها لدى البشر . و ايضاً اهمية علاقتها بالتركيز الذهني . ومن جديد موضوعات الكتاب انه يتحدث عن عدة انواع من الذاكرة مترابطة بعضها ببعض وكامنة في باطن كل انسان… كما يقدم المستلزمات الذاتية لتفعيل عملها؛ ويختم الكتاب بتقديم بضعة تمارين عملية تمكّن القراء ، و بخاصة طلاب المدارس والجامعات من تقوية ذاكرتهم و تطوير عملها. و رغم ان الذاكرة طاقة ذهنية و بُعد مادي و ارضي بالتحديد، الا انها تعتبر الدرجة الاولى في سلّم اكتساب معرفة الباطن الخافية… فهي اشبه بنافذة صغيرة يطل منها المرء على مكنون العالم الغامض في الكيان . و مسار التطور الذاتي و تفتيح الوعي البشري على كامل محتوياته ينطلق من هذه الذاكرة (العادية) نفسها، و يتدرج في التوعية و التوسع و تخطي حدود و كل ذاكرة الى ما يليها… حتى تتفعل المعرفة بكامل فروعها ! … ولعلنا بذلك نتحقق من قول افلاطون ان “المعرفة تذكّر” .