بقلم أنور السمراني ( تقديم د. وليد غلمية )
ISBN: 978-9953-405-45-2
شراء عبر الشبكة| محتويات الكتاب | صورة الغلاف
بين الموسيقى والباطن…مغامرة إيزوتيريكية في خفايا العلاقة القائمة بين الإنسان والألحان
ضمن سلسلة علوم الإيزوتيريك صدر حديثاً كتاب “بين الموسيقى والباطن…” بقلم الباحث أنور السمراني. يضم الكتاب 184 صفحة من الحجم الوسط، منشورات أصدقاء المعرفة البيضاء، بيروت. وقد قام بتقديم الكتاب د. وليد غلميّة، رئيس الكونسرفاتوار الوطني. وحيث أن الإيزوتيريك هو علم الإنسان بامتياز، يأتي كتاب “بين الموسيقى والباطن…“ ليلقي نظرة علمية- باطنية- حياتية شاملة تغور في أهمية الموسيقى في حياة الإنسان… كاشفاً خفايا العلاقة التي تربط الإنسان (ذبذبيّاً) بالألحان، وموضحاً النظام السباعي الذي قام كل شيء على أساسه: “فالنوتات الموسيقية الأساسية سبع، والألوان الأساسية التي تشكل طيف النور سبعة، كما أنّ أجسام الإنسان الباطنية سبعة، والشاكرات سبع…. فضلاً عن ان الكتاب يكشف أيضاً علاقة حالات التأمل بالموسيقى، ويربطها بالمحور الأساس، الانسان، شارحاً دورها الفاعل في كيانه الباطني إذ يقول “إنّ التأمل هو الذي يوصل إلى روح الموسيقى، إذ عبر التأمل، يستشف الإنسان العلاقة التي تتخطى بُعد المادة لتلامس الباطن فيه، بل هو يخترق أعماق وعيه ليستمع عبر حواسه الباطنية إلى الموسيقى الصادحة دوماً، التي تُحْدثها ذبذباتها التي لا تكف عن الحركة… فالموسيقى أكثر من غذاء لأجهزة الوعي (الأجسام الباطنية) في الإنسان، بل هي أحد مكوناتها الأساسية التي تعبِّر عن وجودها في ديمومة حركتها وتفاعلاتها اللامتناهية…”.
كذلك الكواكب الرئيسة سبعة… إلى ما هنالك… وكلّها مترابط بعضها ببعض ضمن وحدة تشير إلى إبداع الخلق في المخلوق!”
يخبرنا العلم أنّ الإنسان بدأ يختبر تفاعل الأصوات في كيانه منذ بدأ يفكر. أمّا الإيزوتيريك (علم الوعي) فيعود دائماً الى الأصل، الى العلة الأولى مقدماً معرفته العملية ومعلِّلاً “أن علاقة الإنسان بالموسيقى قديمة ِقدم الخلق… وأنها علاقة ديمومة وجود وتفاعل وعي، كونها جزءاً لا يتجزأ من كيانه!”. والايزوتيريك لا يتوقف عند تفسير هذه العلاقة، بل يقدم للقارئ أبجدية هذه العلاقة في قالبٍ منطقي يساعد الانسان على فهم حقيقة التفاعلات الذاتية التي تختلج في كيانه الباطني.
وحيث أن عاطفة الحب، في عرف الإيزوتيريك، هي عامل أساسي لتطور الوعي، يسلط الكتاب الضوء عليها، قائلاً: “إن تفاعل نبض المرأة والرجل معاً هو صورة منمنمة أو انعكاس مصغر عن نبض الذات في الإنسان المتكامل في انسانيته، هو صدى تغتبط بنعمته الروح الإنسانية المتفتحة على ألوهية مجدها…”. ثم يربط الإيزوتيريك الموسيقى بحالات الحب والمرح: “الحب إيجابي الطبيعة، والمرح إيجابي التفاعل! أما الموسيقى فتتناغم مع الاثنين لتزيدهما إيجابية وانسجاماً، ما ينعكس وعياً أرقى بين الحبيبين…”.
قالوا في الشرق الأقصى إنّ الموسيقى هي جسر بين الإنسان والسماء، ويصحّ القول في كتاب “بين الموسيقى والباطن…” إنه جسر بين الانسان والموسيقى. ويتابع الكتاب مستعرضاً التاريخ القديم لكلمة موسيقى، والتي بقي معناها هاجعاً في خضم الأساطير… يبحث في حياة الكبار في التاريخ أمثال أورفيوس وفيثاغوراس ويميط اللثام عن أسرار تعاليمهم القديمة… ثم يغور في كنه الصوت الذي يعبّر عن مستوى وعي صاحبه، كما ويستفيض في شرح ماهية اللفظة الصوتية (مانترا) وأهميّتها. كلها مواضيعٌ تأخذنا إلى حيث الصمت يناجي الباطن في الإنسان، الى حيث “في الصمت يحصل التمعن الهادف والتفكير، وفي الصمت يرى الإنسان ما يحيط به، ويستشف ما يتخلل كيانه من أثير، وفي الصمت أيضاً يسمع المرء إرشادات الباطن وصوت الضمير…”.
كتاب “بين الموسيقى والباطن…” دعوة لكل قارئ للخوض في غمار رحلة شيقة يغوص من خلالها في ابعاد جديدة تكشف المجاهل عن النواحي الخفية في الموسيقى، كما ويشرح تأثيراتها وتفاعلاتها في باطن الإنسان. قد يبدو الكتاب مغامرة في خضم درب معرفة الباطن، مغامرة صيغت بأسلوب قصصي حياتي مشوِّق تُبحر بالقارئ في رحاب الموسيقى نحو الأسرار… كاشفة علاقته الخفية بالألحان. يتضمن الكتاب أكثر من عشرين موضوعا تمثل فتوحات جديدة في مجاهل الموسيقى…
وحيث أن الذبذبة روح الذرة ومحركها الأساسي (كما أوضحت مؤلفات علوم الايزوتيريك في كتبها الأربعين حتى تاريخه) كان لا بد من وقفة مع الذبذبة لتوضيح اللـُحمة الجوهرية بينها وبين الموسيقى حيث جاء في الكتاب: “النبض صوت الذبذبة، والذبذبة روح الموسيقى، والموسيقى صوت الحياة. أما الحياة، فهي المسرح الذي ينشد عليه الإنسان سيمفونية الوعي… وهل غير موسيقى الأفلاك تعبّر عن حركة فرح الكواكب والنجوم بفضل (زخم قوة) المحبة في الفضاءات…”
كتاب “بين الموسيقى والباطن…” يقدِّم تمارين حياتية، كما ويكشف أيضاً تقنيات عملية لكل من يرغب في النجاح في التأليف الموسيقي. إذ إن التطبيق العملي هو عِماد الايزوتيريك وعموده الفقري، وهو الوسيلة العملية التي تحوّل كل معرفة الى وعي فيغدو القارئ المختبـِر والمختبَر في آن معاً حيث يتعمق في عالمه الباطني ويتحقق من المعرفة الموسيقية التي يقدمها الكتاب.
وبهذه المناسبة يسرنا ان نختم ببعض المقتطفات من تقديم د. وليد غلميّة للكتاب:
“يقول أنور السمراني انه تعلم من الإيزوتيريك الغوص في خفايا الإنسان حيث الوعي الباطني. هذه القناعة هي قناعة المبدعين… وقد شاء المؤلف ان لهذا “الباطن” أو “الوعي” عدة أبواب ومسالك ومنها الموسيقى. وبهذا المعنى يكون قد انتقى المطلق من أجل إيجاد المطلق، فالموسيقى مطلقة، حرة، هيولية، كونية، الهية، لأنها لغة الوجود والوصول إليها إيزوتيريكياً هو مطلق حر هيولي كوني الهي… فالكتاب يبتغي عمق العمق”
ثم أضاف د. غلميّة: “…وكما يُدخل هذا الكتاب قارئه في الإيزوتيريك، كذلك يُدخله في النبض اللانهائي للموسيقى العظيمة ودعوتها إلى المطلق”
وبعدما قرأ د. غلميّة هذه العبارة في الكتاب: “أجمل صوت هو صوت الإنسان الداخلي، لأنه يؤثر في داخلك، في باطنك، فهو صوت الحقيقة لأنه يتغلغل بمحبة…”. علّق عليها بأنها تعبير عن بعد مطلق فيه كمال الوجد.
أيضاً، جاء في تقديم د. غلميّة تقديراً لأهمية الكتاب، “الفن بمفهومي هو صناعة والصناعة هي حركة والحركة هي غوص وبحث وتنقيب وتفتيش وتعمق الخ…… الكتاب يعرّفنا على مصطلحات كثيرة وعبارات متعددة يفسرها ويشرحها ويحلّلها… وقد قام المؤلف بهذه المهمة على وجه يمدح عليه”
واخيراً ختم د. وليد غلميّة تقديمه بالقول “ان جميع الموسيقيين المبدعين الكبار هم إيزوتيريكيون”.