اعداد وتنسيق ج.ب.م.
ISBN: 978-9953-405-52-0
شراء عبر الشبكة | محتويات الكتاب | صورة الغلاف
ضمن سلسلة علوم الإيزوتيريك، علوم باطن الإنسان، صدر حديثاً الكتاب الثاني والأربعون، وهو بعنوان “قصتي مع العلم” بقلم د. جوزيف مجدلاني (ج ب م). يضم الكتاب 208 صفحات من الحجم الوسط، منشورات أصدقاء المعرفة البيضاء، بيروت. حقاً، لم يترك الإيزوتيريك باباً إلا وطرقه في شؤون الإنسان وجلاء الغوامض عن البواطن الإنسانية… وها هو في آخر إصداراته يقدّم مقارنة حيّة في قالب روائي تبيِّن الفوارق بين علم الظاهر الأكاديمي أو الرسمي، وعلم الباطن – الإيزوتيريك الحياتي العملي.
يروي الكتاب سيرة ذاتية لطبيب قضى ثلاثين عاماً في التدريس والتطبيب، وفي البحث والتقصي والتعمّق في حقول المعارف العلمية، حيث حقق النجاح الباهر والتميُّز الفريد في مهنته، ما جعله يعتقد بأنه توصل الى قمة المعرفة الأكاديمية في حقل اختصاصه.
ولكنه عندما ابتعد عن التنظير والنظريات، وغاص في ميدان التطبيق العملي الحياتي، اعترف، كما اعترف العديد من أسلافه العلماء، بوجود “حلقة مفقودة” تربط بين الباطن الخفي والظاهر الجسدي… وبعد عناء مضنٍ ومعاناة دامت سنيناً طويلة، وجد هذا العالِم تلك “الحلقة المفقودة” في علوم باطن الإنسان – الإيزوتيريك.وفي خلال ثلاث سنوات فقط من البحوث المكثفة والدراسات الإيزوتيريكية التطبيقية، استطاع أن يتوصل إلى ما لم يستطع التوصل إليه طوال ثلاثين عاماً مضت. وشهادته خير برهان على تفاصيلها.
من منطلق الحقيقة الساطعة التي تقول: “إن العلم لا يطوّر نفسه، بل يطوّر الوسائل التي بها يتعرّف إلى المعرفة”، يقدّم كتاب “قصتي مع العلم” في سرد روائي مبسّط وأخّاذ… يقدّم الإجابات عن الأسئلة التي لطالما راودت الجسم الطبي… تساؤلات في المرض والصحة، في علم الأعصاب، في علم الوراثة والجينات، والأهم في ماهية العلاقة التي تربط النفس بالعقل والجسد وتأثير كل منها على الآخر، ودور الوعي في ذلك كله، الخ… الخ… يقدّمه الكتاب في منطق علمي متجانس مع المنطق الحياتي ومدعم بالمنطق السامي، منطق الباطن، منطق الحقيقة، منطق المعرفة الخافية…
“قصتي مع العلم” رواية إنسانية تبيّن السبب وراء تقصير العلوم الأكاديمية في اكتشاف الإجابات عن الأسئلة التي كانت ولا تزال تحيّر البحاثة حتى يومنا هذا، على الرغم من البحوث العلمية المتعمقة والتكنولوجيا المادية المتفوّقة، والسبب هو أن علوم الظاهر لا تنفك تبحث في القشور – الجسد بعيداً عن اللب – الباطن. ولا ترضى إلا بما هو ملموس ومحسوس، على الرغم من الظواهر الباطنية العديدة حول العالم كتوارد الأفكار والحدس والمعرفة المسبقة، والأحلام الكاشفة… وغيرها. لكن السبب الرئيس يكمن في تردد العلم في الاعتراف بحقائق الباطن الكامن في كل إنسان، والتي هي الجوهر أو العمود الفقري لكل ما قام عليه الجسد. فهناك تهجع الخفايا التي استعصت على العلوم.
وإلى أن يعترف العلم بهذه الحقائق، سيبقى كمن يسير على قدم واحدة، وسيبقى قصيّاً عن الأسباب الجوهرية، قصيّاً حتى عن نفسه من المعرفة – الأساس. وإن كان قصيّاً عن نفسه، فأين سيكون من معرفة الحقائق الدفينة؟!
إن المختبر العلمي المادي لا يمكن له أن يتحقق من الباطن – اللامادة في الإنسان، فاللامادة لا تُختبر بواسطة أدوات مادية. على سبيل المثال، الكهرباء بحد ذاتها هي عبارة عن ذبذبات تعمل من خلال المصباح فيرى المرء ضوءها، تماما كما تعمل الأجسام الباطنية اللامادية من خلال الجسد فيرى الانسان تفاعلها من خلال الحواس والتعبير الفكري اوالمشاعري. فهل يمكننا إذاً أن ندرك أو نرى الكهرباء إن نحن جلبنا مصباحاً او لمبة وقمنا بتشريحها؟ فكيف إذاً نريد فهم الباطن في الإنسان من خلال تشريح الجسد؟ من هنا يشرح الكتاب ماهية “تكنولوجيا الباطن” التي ستمكّن العلم الأكاديمي من التحقق من الأمور اللامادية وبوسائل المنطق العلمي.
“قصتي مع العلم” في النصف الأول من الكتاب هي قصة كل عالم بحث وعانى واستقصى؛ وفي نصفها الثاني، هي قصة كل باحث عَلِم واستعلم فاستهدى، وتوصّل أخيراً الى نور الحقيقة الذي يبدّد كل ظلام، والى المعرفة التي تروي ظمأ كل فكر رصين، وتعبئ الثغرات التي خلفتها “الحلقات المفقودة” والأسئلة اليتيمة التي لم تلقَ جواباً عليها في معاجم العلوم الاكاديمية.
ينتشي الفكر وهو يقرأ في صفحات “قصتي مع العلم” ما يقدّمه الإيزوتيريك في سرد روائي يتخلّله منطق عملاني يوازي بين الباطن والظاهر، وفي بيان سلس مبسّط. فالإيزوتيريك لا ينقد، لا يناقض ولا ينتقد، بل يقدّم مسار المعرفة الذي انتهجه كل عظيم.
إن كتاب “قصتي مع العلم” يشحذ التفكير ويوسّع الوعي بكل ما في الكلمة من معنى، إذ يقدّم معرفة خام كانت مقتصرة على النخبة فقط. فيدرك القارئ حق اليقين، بأن المستقبل الواعد للعلم لن يحتمل وجود ما هو مبهم أو غير مفهوم او مجهول، بل على الانسان ألا يقبل بعد اليوم بإجابات غالباً ما تكون أشبه بـ “المسكّن أو المخدّر” لما يحتقن في الفكر من تساؤلات تستغيث الإجابة… وسيدرك القارئ أيضاً بأن ما من صدفة أو حظ أو عشوائية في نظام الحياة، لا بل سيعلم علم اليقين مع التعمّق والتطور في الوعي كيف “تُهندس الأحداث” من حولنا!!!…