الإيزوتيريك يثقف ملكاً

إعداد وتنسيق ج. ب. م.

ISBN: 9953-405-18-2

شراء عبر الشبكة | محتويات الكتاب | صورة الغلاف

من كلام المعلم الحكيم الى الملك:

الزمن وحدة لا يتجزّأ … وبتجزيئك إياه، إنما تجزّء نفسك من خلاله! لكن ضيق الفكر الإنساني عامة، وضعف مقدرته الذهنية على إستيعاب الزمن كاملاً ، حدا بالإنسان على تجزيئه وتقسيمه، ليتسنّى له إستيعابه على مراحل. ولم يخطر بباله قط أنه، بتقسيمه الزمن، فقد شعور وحدته فيه… فبات الانسان عاجزاً عن تذكّر ماضيه الغابر، أو استشفاف مستقبله القريب… لأن سلسلة الزمن أضحت حلقات غير مترابطة في ذهنه… إذ يعتقد أنه موجود في الحاضر، ولم يكن موجوداً في الماضي ، ولن يكون كذلك في المستقبل! جهل المرء هذه الحقيقة هو ما يجعله يتمسّك بقشور الحياة وتفاهات المادة ! أليس ماضي الزهرة هاجعاً في بذرتها … ومستقبلها كامناً في شذاها!

لا تخبّىء أخطاءك ونزواتك بين أجزاء الزمن ، إذ تبيح لنفسك الانقياد خلف الملذات في عمر الشباب ، وتحرمها منها في سن الكهولة ! ألا فاعلم أن النفس البشرية لا تكون فتيّة في عمر الشباب، ولا تشيخ في سن الكهولة… إذ انها لا تتأثر بعوامل الزمن ؛ لا بل إن السلوك الحسن ، والتصرف اللائق ، هما ما يفتّحان وعيها وينضجانها على حقائق الأمور ، وهما ما يكسبانها الرزانة و الاحترام… أكان المرء في عمر الشباب أم في سن الكهولة!!! إحذر السقوط في هفوات أو تكرار أخطاء كنت قد لاحظتها في أعمال الآخرين وتصرّفاتهم. لأن الزمن سيعاقبك عند الخطأ مرّتين: مرة لأنك وعيت الخطأ ، ومرة لأنك وقعت فيه!

لا تغض الطرف عن عيوبك، لئلا يأتي من يغض الطرف عن حسناتك… فالحياة تبصر بعينين اثنتين، لا بعين واحدة!

لا تتكابر، فما التكبّر سوى شموخ شجرة النخيل… لا تقدم ثمارها إلا بعد رشقها بالحجارة ، أو هزها بشدة!

حافظ على الحياة، أكانت في صدر إنسان أو حيوان ؛ في عبير وردة ، أو في مذاق ثمرة ؛ في صلابة صخرة ، أو ثبات شجرة ؛ في قطرة ماء ، أو حتى في ذرة هواء … فإن أنت حافظت على الحياة في خلائقها ، حافظت عليك الحياة وخلائقها!

الفهم السامي هو مقدرة الوعي على الاستيعاب. فيما الفهم العادي هو إمكانية الفكر على الادراك. والفارق بين فهمك وفهم غيرك، يساوي الفارق بين درجة وعيك و درجة وعيه. الفهم السامي هو الحكمة النظرية… فيما تطبيقه هو الحكمة الفعلية!

العطاء لغة الاتحاد… أي أن تبصر نفسك في الآخرين ، ويبصرك الآخرون في نفوسهم ! والعطاء المتكامل هو عطاء القلب الى العقل، وعطاء العقل الى القلب… فيكتمل كلاهما في وحدة الحكمة المقدسة ! والحكم المثالي هو مرادف الحكمة أو مثيلها على الأرض.

تعود قصتنا هذه الى قرون خلت، و تتناول سيرة احد الملوك الشرقيين الذي شاء ان يثقف ابنه وارث عرشه وخليفته في ادارة شؤون البلاد وفق علوم الايزوتيريك ومبادئه حتى تستمر تلك السلالة الملكية بالحكم الصالح النزيه ، المنتهج مسار الانسانية الحقة التي ترتقي بالمرء الى مداه الانساني . ذلك لان الايزوتيريك كان علماً مميزاً، محتكراً من قبل الملوك و الاعيان واشراف القوم في الازمان القديمة، لما يتضمنه من افكار مبدعة شاملة و ابعاد رؤيوية توضح منطق الوجود، وتطاول مختلف الشؤون الحياتية و الوسائل العملية التطبيقية التي تستعصي على العامة من الناس.

شراء عبر الشبكة | محتويات الكتاب | صورة الغلاف