بناء على ما تقدم، يتبيّن هدف الايزوتيريك السامي، ألا وهو توعية وتطوير الانسان… وما من سبب أو هدف آخر سوى توعية الانسان فقط، انطلاقاً من محبة الانسان لأخيه الانسان، وتنفيذاً للمشيئة الالهية.
يخبرنا الايزوتيريك أن عمر الأرض محدد، كذلك عمر الانسان عليها…
بعد ذلك تنتهي مهمة الأرض، فتفنى… وينتقل الانسان الذي رفض الوعي الى أرض جديدة حيث يتلقى هناك علوماً مكثفة في معرفة الذات. لكن اسلوب تلقي تلك العلوم هناك، سيختلف عن الأسلوب المتبع حالياً. فالأسلوب الجديد سيكون صارماً حيث أن انسان تلك الأرض الجديدة سيفتقر الى حرية الاختيار التي يتمتع بها على هذا الكوكب الأرضي!!! اذ أن انسان الأرض الجديدة، لن يكون مخيّراً في اكتساب علوم الايزوتيريك، بل ستفرض عليه فرضاً، ولن تكون طريقه خالية من الآلام والعذاب… حيث أنه ينعم الآن بحرية اختيار درب المعرفة والوعي، لكنه يسيء استعمال هذه الحرية !
هدف الايزوتيريك هو ايصال كل انسان الى وعي ذاته، ومعرفة حقيقتها. ولهذا الأمر وحده استمر هذا العلم على وجه الأرض منذ أن استوى الوعي البشري… بل استمر الايزوتيريك بالتطور والانتشار حتى كاد يعم شتى المجالات العامة. وها هو اليوم يدخل كل نطاق ابتداء من علوم الذرة وانتهاء بعلوم الأكوان. لأنه العلم الوحيد الذي ابتدأ باكتسابه الانسان منذ وجوده على الأرض، والوحيد الذي استمر بالتطور والتوسع حتى الزمن الحاضر… وهو لن يتوقف عن التقدم الا متى وصل الانسان الى كامل معرفة ذاته. بذلك يكون الايزوتيريك قد خدم هدفه، وأدّى الرسالة التى وجد من أجلها… ألا وهي وعي التطور، والتطور في الوعي !